«عالم مناخ»: هدف الحد من الاحترار عند درجتين مئويتين لم يعد ممكناً
«عالم مناخ»: هدف الحد من الاحترار عند درجتين مئويتين لم يعد ممكناً
أكد عالم المناخ الأمريكي البارز جيمس هانسن، أن الهدف المتمثل في الحد من الاحترار المناخي عند درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ، لم يعد ممكنًا تحقيقه.
ووفقا لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، نشر هانسن، الذي شغل سابقًا منصب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، دراسة جديدة بالتعاون مع عدد من الباحثين، خلصت إلى أن بعض العوامل المؤثرة في تغير المناخ قد تم التقليل من شأنها في التقييمات السابقة.
وأوضح في عرض تقديمي أن "الوصول إلى هدف الدرجتين المئويتين لم يعد واردًا"، مشيرًا إلى أن السيناريوهات التي تعتمد على خفض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة للحفاظ على درجات الحرارة ضمن هذا النطاق أصبحت غير واقعية.
زيادة استهلاك الطاقة
أوضح هانسن أن الاستهلاك العالمي للطاقة استمر في التزايد بوتيرة سريعة، مما يساهم في تفاقم أزمة المناخ، وأشار إلى أن الوقود الأحفوري لا يزال يشكل المصدر الرئيسي للطاقة على الرغم من الجهود المبذولة للتحول نحو مصادر طاقة متجددة.
وأكد أن هذا الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يعجّل بظاهرة الاحترار العالمي.
وأشار الباحثون في دراستهم إلى أن وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة بطيئة جدًا، مما يعكس افتقار السياسات المناخية الحالية إلى الواقعية، وذكروا أن المناخ يبدو أكثر حساسية لانبعاثات الغازات الدفيئة مما كان متوقعًا سابقًا، مما يزيد من صعوبة تحقيق الأهداف المناخية المتفق عليها دوليًا.
الجليد البحري في القطب الشمالي
وعلى صعيد متصل، كشف تحليل علمي نُشر الثلاثاء أن الجليد البحري في القطب الشمالي سجل ثاني أدنى مستوى له في شهر يناير، حيث شهدت المناطق المحيطة بغرينلاند ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، متجاوزة المتوسط المعتاد.
وذكر المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد (NSIDC) أن مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي بلغت في يناير 13.13 مليون كيلومتر مربع، وهو مستوى متدنٍ مقارنة بالسنوات السابقة.
وأوضح المركز أن "معظم مناطق القطب الشمالي شهدت درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي، بينما سادت أجواء باردة غير اعتيادية في بعض مناطق الولايات المتحدة".
احترار أسرع من المعدل العالمي
أظهرت البيانات المناخية أن منطقتي القطب الشمالي والجنوبي شهدتا ارتفاعًا في درجات الحرارة بنحو ثلاث درجات مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهو معدل أسرع بكثير من المتوسط العالمي.
وسجّلت مناطق شمال غرينلاند ووسط ألاسكا درجات حرارة أعلى من المعتاد بثماني درجات مئوية، مما يعكس تغيرات مناخية متسارعة قد يكون لها تبعات خطيرة.
وشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التغير المناخي، مؤكدين أن تأخير خفض الانبعاثات الكربونية سيؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع مستوى سطح البحر، مما سيؤثر على ملايين البشر حول العالم.
وحذر هانسن من أن الحلول التقليدية لم تعد كافية، داعيًا إلى تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز السياسات المناخية الطموحة التي يمكن أن تحد من الأضرار المتوقعة، قبل أن يصبح التحكم في ارتفاع درجات الحرارة أمرًا مستحيلًا.